لماذا لا يشعر بعضنا بالزلازل؟

الكلام العلمي الذي ينطبق على معظم الناس هو أن عوامل عدة تحدد قوة إحساسنا بالزلازل.. فالماشي لا يشعر بالهزة كالقاعد ولا البعيد عن مركزها كالقريب منها. كما أن الساكن في بيت عالٍ سيشعر أكثر من الذي يسكن في بيت أرضي.أقول قولي هذا وقد امتلأ الكون كلاماً غير ثابت علمياً على الأقل عن الذين لديهم خواصُّ غريبة في أجسامهم تقيهم شرّ التأرجح.لكن كلاماً آخر غير ثابت علميا لكنه يلقى قبولا لدى علماء مرموقين. تقول الفرضيات إن بعض الناس لديهم قدرة على التنبؤ بالزلزال قبل وقوعه بفترة وجيزة.يدعي هؤلاء الحساسون للزلازل أن أعراضاً يحسّون بها تسبق الهزة.. طنين في الأذن ودوار وآلام، وربما أحلام.تقول الفرضية إن هؤلاء الناس مع تغير التأثير المغناطيسي للأرض انبعاث غاز الرادون قبل الزلزال يجعلهم يحسون.هذا كله غير مثبت؛ لكن أحد المدعين لهذا الإحساس جيولوجي أميركي، ويبدو أن هذا ما جعل الباحثين يصدقون ولو شيئاً من الفرضية.

لماذا لا تطير بعض الطيور منفردة؟

بل يطير بعضها على شكل الرقم سبعة.. ظل هذا لغزاً أمام الدارسين.قبل عشرين سنة تزيد سنتين تقريباً ألصقوا أجهزة تقيس دقات قلوب الطيور المهاجرة وكانت المفاجأة.وجدوا أن دقات قلب الطائر تنخفض كثيراً إذا كان يطير في مجموعة، ما يجعله قادراً على الانزلاق في الهواء دون الحاجة إلى تحريك جناحيه، أي أنه باختصار يوفر طاقة.فهذه الطيور تقطع آلاف الكيلومترات في رحلاتها الموسمية، على أن يكون الطائر الذي في المقدمة قائداً للسرب.هذه المعلومات سرقتها من دراسة نشرتها مجلة "نيتشر" المحترمة، التي تقول إن الطيران في مجموعات يساعد الطيور على التواصل بينها.

لماذا لا تبقى معنا أسنان الحليب؟

يبدل الطفل أسنانه، ويتألم ويقول أبواه المشفقان عليه: لماذا تتبدل؟قد تعلم أن لأسنان الطفل أهمية في المضغ والمساعدة على الكلام.تنمو أسنان الحليب بينما لا تزال جماجمنا صغيرة وليست كافية لاستيعاب عدد الأسنان البالغة وحجمها النهائي.مع ذلك، إذا احتفظنا بأسناننا الطفولية إلى الأبد، فستكون صغيرة جدا ومتباعدة بمجرد نمو جماجمنا لحجمها البالغ ولن نتمكن من المضغ بفعالية.تحافظ أسنان الحليب على مساحة كافية للأسنان النهائية أثناء تكونها تحت لثتنا وداخل فكينا.وإذا أزيلت أسنان الحليب مبكرا لأي سبب فإن بعض المساحة اللازمة لأسناننا النهائية قد يُفقد، ويمكن أن يؤدي هذا إلى ازدحام شديد في الفم لاحقا.

لماذا لا يعطش الجمل؟

الصحيح أن الجمل يعطش، لكن هذا الحيوان الذي استأنسه البشر منذ حوالي 6 آلاف سنة تقريبا يحتمل الجفاف لفترة أطول من غيره، في بيئة قاسية، هواؤها خال من الماء ورملها قاحل، فهو سفينة الصحراء.السبب في ذلك كليتا الجمل المتطورتان القادرتان على إنتاج البول بتركيز عالٍ جدا دون هدر سوائل الجسم.هذا ما نشرته مجلة نيتشر العلمية المهمة التي قالت إن التقنيات الحديثة كفيلة بكشف أسرار هذا الحيوان القديم المهم صاحب السنام المشهور.

لماذا لا يحب بعضنا شرب الحليب؟

إذا قال لك ابنك لا أحب الحليب، لا تقسُ عليه فربما يعاني من شيء يسمونه عدم تحمل اللاكتوز.يتكون الحليب أساسا من اللاكتوز وهو جزيئان من السكر: الغلوكوز والغالاكتوز.يعاني الذين لا يتحملون اللاكتوز بسبب غياب إنزيم مهم اسمه اللاكتيز يفرزه الجسم تلقائيا لتفكيك اللاكتوز إلى غلوكوز وغالاكتوز وبالتالي امتصاصهما بسهولة في الجسم.غياب هذا الإنزيم يبقي اللاكتوز في الجهاز الهضمي كما هو ما يسبب اضطرابا، أعراضه في الغالب إسهال وانتفاخ.إذا كنت تعاني من هذا الاضطراب فلست وحدك، معك 75 بالمئة من سكان الكوكب بحسب إحصائيات تقريبية.

لماذا لا يقفز المسافر من الطائرة بالمظلة حين تتعطل في الجو؟

ضع يدك على شباك الطائرة خلال الرحلة وستعرف شيئا من الإجابة، فلو فتحوا لك الباب للقفز ستجد أن الحرارة خمسون تحت الصفر، ستتجمد!كما أن الأكسجين على ارتفاع ثمانية وثلاثين ألف قدم لن يكون كافيا للبقاء على قيد الحياة، وعلى أقل تقدير الإغماء في المرصادولو وفروا مظلات لزهاء 520 راكبا على متن طائرة A380 فإن وزنها سيزيد أكثر من 3 أطنان.على أنك لا تعرف كيفية القفز بالمظلة، ولو عرفت فإن المكان الذي تهبط فيه ربما يكون خطرا كأن يكون وسط المحيط أو في عرض الصحراء.قبل أن تذهب تخيل حين يفتحون الباب للقفز، كم مظلة ستهبط من السماء في وقت واحد.

لماذا لا تختنق الحيتان؟

ستقول لي ولماذا لا تسأل عن السمكة؟ أقول لك: الحوت غير السمكة؛ فجهاز تنفسه يشبه البشر من نواحٍ، كما أنه حين يأكل يفغر فاه، ويندفع في الماء ويبتلع أطنانا من تلك السمكة التي تسأل عنها.حتى وقت قريب، لم يكن العلماء يعرفون كيف تتفادى الحيتان الاختناق، لكنّ نموذجا ثلاثي الأبعاد لفم الحوت من الداخل بعد نظرة على الحيتان النافقة، حل اللغز فعلا.في آخر فم الحوت سدادة لحمية كبيرة تغلق بلعومه في فترة الراحة، فهو لديه جهاز تنفس علوي وفتحة في ظهره ويخرج بين الحين والحين إلى السطح ليأخذ الهواء.أما وقت الأكل فإن تلك السدادة تتحرك باتجاهين: تغلق جهاز التنفس العلوي وتنزل في الوقت نفسه لإغلاق الجهاز السفلي، أي أنها تجعل للأكل وجهة وحيدة، المعدة ليس غير.

لماذا لا يصاب بعض الناس بكورونا مطلقا؟

دعونا نقرر أن هذه الجملة كبيرة، لكن الأطباء لاحظوا فعلا أشخاصا خالطوا مصابين مباشرة دون أن يصابوا بالفيروس.وحتى لا تواجهني بحقيقة أنني لست طبيبا فسوف ألخص لك مقالا من لوفيغارو الفرنسية:تقول الإحصاءات الوبائية إن أصحاب فصيلة دم O أقل عرضة للإصابة بنسبة عشرين بالمئة، نحن نتحدث عن كوفيد تسعة عشر، وأصحابAB هم الأكثر عرضة.إلا أن الذي لاحظه الأطباء هو نزلة البرد التي تخلف خلايا تائية ليمفاوية، فهي عندهم أهم من الأجسام المضادة.يبقى أن عوامل جينية غير معروفة حتى الآن تشترك في إبعاد الفيروس عن الجسم يقولون إن دراستها تحتاج إلى عينة كبيرة توافق على حقنها بالفيروس كي يتمكنوا من المراقبة.

لماذا لا نتنفس تحت الماء؟

باستثناء نزار قباني وعبد الحليم حافظ، لم أسمع أن أحدا تنفس تحت الماء مثلما تفعل الأسماك.هذا رغم أن الأكسجين جزء من الماء. ألا نحفظ صيغة الماء الكيميائية H2O؟ أي ذرتا هيدروجين مقابل ذرة أكسجين واحدة، لكن فك الرابطة التساهمية بين هذه الذرات الثلاث يحتاج قدرا كبيرا من الطاقة لتحصل على الأكسجين.حتى الأسماك، لا تكسر هذه الروابط، بل يمتص جهازها التنفسي المعتمد على الخياشيم الهواء المذاب في الماء، وهو بقدر أقل بكثير من ذلك الموجود في الهواء الذي نستنشقه.ولأن الأسماك من ذوات الدم البارد فإنها لا تحتاج كمية كبيرة، خلافا للحيتان والدلافين مثلا، التي تخرج كل حين إلى السطح لتأخذ الأكسجين من الهواء، بسبب دمها الحار.أما البرمائيات، فإن جلدها الرطب دائما يحمل على عاتقه مسؤولية إدخال الأكسجين؛ كي تتنفس تحت الماء، دون أن تغرق.

لماذا لا نستطيع دغدغة أنفسنا؟

إذا لم تصدق.. جرب. يفسر علماء الأعصاب هذه الظاهرة بأن المخ يتعامل مع اللمس الذاتي على أنه لا يسبب أي نوع من التهديد، وهنا نشكر فئران المختبر.وعلى العكس مما يظهر عند دغدغة الأطفال والاستمتاع بضحكهم، فإنهم يخفون إحساسا معاكسا بالقلق، ولا يمكنهم تحمل الشعور بالتوتر جراء تلك الدغدغة، لذا يحاولون الفرار؛ ذلك أن جسم الإنسان يعرّف الدغدغة بأنها هجوم.يقول الباحثون إن الدغدغة تؤدي إلى تداخل بين إشارتين متعارضتين من الاقتراب والهروب.. ذلك نفسيا، أما من الناحية العصبية، فتقدم الدغدغة شعورا بالراحة والألم في آنٍ، ما يؤدي إلى التوتر المفضي إلى ضحك متواصل.وبمجرد أن يدرك الدماغ أن ما يعرف بـ"هجوم الدغدغة" لا يمثل تهديدا، فإننا نتخلص من التوتر عن طريق الضحك وربما يصل الأمر حد الضحك المختلط بالبكاء.