بعد حديثنا في الحلقة الماضية عن العلوم أدَرْنا النَّظر في هذه الحلقة حول ثالث وجوه الاتصال العلمي (الاتصال بالمصادر والأعلام).فإذا فقِه الطالب طبيعة اتصاله بالعلوم؛ فإنَّه يبقى له فقه التَّعامُل مع مصادرها، وأول ذلك الاتصال بالوحي الذي يُمثِّل قاعدةَ مصادر الطَّالب والمُقوِّمَ لمعارفه.ثم انتقلنا بالحديث إلى مدارات واسعة من البحث في المصادر المختلفة التي تُمكِّن الطالب من إحكام التَّأصيل وكمال التَّحصيل، فتحدثنا عن أهميَّة خبرته بالتراث، واتصاله بكتب المُتقدمين والمُحققين، وفي ضمن ذلك تحدثنا بإسهاب عن ضرورة إشراف الطالب على مظانِّ المعرفة ووسائل اكتشافه لها.ثم ألقينا الضوء على مجالَيْن طريفَيْن من مجالات الاتصال بالمصادر، وهما: الاتصال بكتاب معين يصاحبه الطالب ويلازمه، والاتصال بعَلَم معين يختصُّ الطالب بتراثه ونتاجه، وبيَّنَّا معالم ذلك.#بودكاست_خطوة#مشاري_الشثري#ياسر_الحزيمي(ثالث وجوه الاتصال العلمي: الاتصال بالمصادر والأعلام) المقدمة. ما الفرق بين الاتصال بالعلوم والاتصال بمصادرها؟ تفاوت مراتب المُتخصصين بحسب تعاملهم مع المصادر. المصادر بين البحث (في) العلم والبحث (عن) العلم، وغرض النَّاظر في كلٍّ منها.(أ- الاتصال بالوحي) ضرورة الاتصال بالوحي وأثره في تقويم النَّظر في المصادر. تفاوت مقاصد المُتخصِّصين في مختلف العلوم فيما يتعلَّق باتصالهم بالوحي. القرآن لا يتفسَّر إلا بتصريف جميع العلوم فيه، وبيان جهة ندم ابن تيميَّة رحمه الله في تضييع أكثر أوقاته في غير معاني القرآن. الاتصال بالوحي رحلة مستمرة لا ينفكُّ عنها طالب العلم في أيِّ مرحلة. إشكاليَّة بعض أدبيات التَّحصيل في تقرير ما يصرف طالب العلم عن الاتصال المباشر بنصوص الوحي. الاتصال بكتب المُتصلين بالوحي. الأوراد العلميَّة. هل يُخاطَب المُتخصِّص في علوم القرآن بالحديث عن الاتصال بالوحي؟ حول قول [الجَرْمي]: (أنا منذ ثلاثين سنة أفتي النَّاس في الفقه من كتاب سيبويه).(ب- الاتصال بالمصنفات واشتغالات العلماء والخبرة بالمظانِّ وغيرها) أهميَّة الخبرة بالتراث والعلم بالمصنفات واشتغالات العلماء وكتب المعاجم والفهارس التي عُنِيت بذلك. مثالٌ لأثر الخبرة بالمصنفات وموضوعاتها في علم أصول الفقه. تنبيهٌ حول مراتب المُحصِّلين في حيازة وجوه الاتصال العلمي. القراءة في كُتُب السِّير والتراجم وأثرها في الخبرة بالمصنفات واشتغالات العلماء. الخبرة بالمظانِّ القريبة، والمظانِّ البعيدة، وغير المظانِّ.-وسائل استكشاف المظانِّ وغيرها (1- الجرد).-وسائل استكشاف المظانِّ وغيرها (2- تتبع الإحالات).-ضرورة أن يكون لطالب العلم تفاعلٌ مع المصادر التي يتعامل معها.-وسائل استكشاف المظانِّ وغيرها (3- قراءة مقدمات الكتب وفهارسها).-وسائل استكشاف المظانِّ وغيرها (4- التَّحدُّث بالأفكار للأقران).-وسائل استكشاف المظانِّ وغيرها (5- قراءة كتب الأدلة والمعاجم والمداخل).-اختلاف التَّعامُل مع المصادر وحيازتها بحسب اختلاف الاشتغالات ووجوه العطاء.(جـ- الاتصال بالمطولات)-اتصال طالب العلم بالمطولات وفقه الاستفادة منها.(د- الاتصال بكتب المُحقِّقين)-التَّنبيه على تعدُّد مقاصد الاستفادة من الكُتُب ولو كانت خارج مذهبه أو تخصُّصه، لا سيما كُتُب المحققين.(هـ- الاتصال بكُتُب المُتقدِّمين)-أهميَّة الاتصال بكتب العلماء المُتقدِّمين ولا سيما المُؤسِّسين للعلوم.-فقه الاتصال بكتب المتقدمين والمتأخرين وإنزال كلٍّ منهما منزلته اللائقة به.-تقرير الشَّاطبي رحمه الله بأنَّ مِن شرط النَّظر في المصنفات: تحرِّي كتب المُتقدِّمين.-إنما يُقاس كلُّ كتاب مُتقدِّمًا كان أو مُتأخِّرًا بحسب سؤالاته.-العلامة الفارقة بين المُحقِّق وغيره من العلماء: الاتصال بكتب المُتقدِّمين ومعارفهم.-آثار الإخلال بالوجوه المُتقدِّمة للاتصال بالمصادر.(و- الاتصال بكتابٍ معيَّنٍ)-اتصال طالب العلم بكتابٍ معيَّنٍ واختصاصه به وثمرات ذلك.-معايير الكتاب الجدير بالمصاحبة والاتصال.(ز- الاتصال بعَلَمٍ معيَّنٍ)-اتصال طالب العلم بعَلَمٍ معيَّن ونتا