صندوق الانتخابات “حكاية صناعته بصفقة تجارية” – تاريخ لكن وسيم

تاريخ لكن وسيم

383 subscribers

 - حبست مصر أنفاسها انتظاراً لأول انتخابات برلمانية ستأتي بزعيم الشعب سعد زغلول عام 1924 م عبر صناديق الانتخابات. لم تكن الانتخابات تحدياً بالنسبة لحزب الوفد أو سعد زغلول فالفوز مضمون، لكن التحدي الحقيقي كان يواجهه أمين بك بهجت -مدير الورش الصناعية الحكومية-، حيث كان مطلوب منه صناعة 3 آلاف صندوق انتخابي خشبي في 10 أيام نصفها عطلات رسمية وبمبلغ 30 ألف جنيه. -يحكي إبراهيم لمعي بك أحد كبار تجار القاهرة في جيل العشرينيات شهادته التي أدلى بها لكل شيء والدنيا حول تاريخ صناديق الانتخابات في مصر. - مضى أمين بك بهجت إلى طريق تاريخ صناديق الانتخابات في مصر عبر بوابة وزارة المالية التي يتولاها محمد محب باشا، وعرض عليه التفاصيل بحضور مستر جرينود -مراقب المشتريات الإنجليزي في وزارة المالية-، غير أن بهجت بك قال: يفتح الله .. ورش الحكومة مش هتقدر تعمل كدة-. اتصل مستر جرينود -مراقب المشتريات الإنجليزي في وزارة المالية-، على إبراهيم لمعي وكبار التجار والصناع المصريين والإنجليز وقال لهم -هذه الانتخابات مهمة وشرف الحكومة مرتبط بتسليم هذا العدد في الموعد المحدد ولو جرى منكم تأخير ستدفعون تعويضا باهظا-. طلب إبراهيم لمعي ضمانات لهذا الاتفاق فأعطى لهم مراقب المشتريات الإنجليزي وعداً بأن وزارة المالية ستلتزم بدفع المبلغ وفي حال حدوث أي تقصير فهو مكلف بدفع الـ 30 ألف جنيه بدلاً عنها. -علم رجل الأعمال الأشهر وقتها أحمد عبود باشا تفاصيل اتفاق مستقر جرينود مع إبراهيم لمعي وشركاه، فاتجه من فوره إلى وزارة المالية والتقى محمد محب باشا وقال له -هؤلاء الناس الذين اقتسموا معي عطاء الصناديق لا يملكون في الواقع ورش نجارة، وورشتي في بولاق هي التي تقوم بالصناعة وبالتالي فإن الإنصاف هو أن آخذ العطاء كله-. اقتنع محب باشا برأي إبراهيم عبود ونادى مستر جرينود -مدير المشتريات في وزارة المالية- وأبلغه بكلام عبود وطلب منه إلغاء الاتفاق، فاستنكر جرينود هذا الطلب كون أنه التزم معهم بكلمة فسأله الوزير -هل كان الوعد كتابةً؟ لم يكن هو شفهياً وبالتالي الغي الوعد وحرر قرارا رسميا بذلك-. رفض مستر جرينود كلام وزير المالية قائلاً -أنا مراقب مشتريات الحكومة وهذا من اختصاصي وليس اختصاصك وبالتالي فكلام عبود باشا لن ينفذ-. قرر محمد محب باشا أن يدخل تاريخ صناديق الانتخابات بالنصب، فعقد صفقة مع أحمد عبود باشا قال له فيها -إن مدير المشتريات رفض إلغاء العطاء وأنت تقوم بصناعة صناديق الانتخابات كلها، في الموعد المحدد امتنع عن تسليمها وعندئذ تضطر الحكومة إلى مفاوضتك ولك أن تشترط ما تشاء-. لم تكد تمضي أيام على تفاصيل الصفقة التي عقدها وزير المالية مع رجل الأعمال أحمد عبود باشا، حتى علم بها إبراهيم لمعي واتجه إلى مستر جرينود ليخبره بها فتواصل الأخير مع اللورد أللنبي -المعتمد البريطاني- والذي قرر أن يقوم رجال البوليس بأخذ صناديق الانتخابات بالقوة من أحمد عبود في حال تنفيذه لكلام محمد محب باشا. وتواصل اللورد اللنبي مع إبراهيم يحيى باشا رئيس الوزراء والذي قرر نقل محمد محب باشا من منصبه كوزير للمالية ليشغل منصب وزير التعليم. كانت صفقة أحمد عبود باشا مع محمد محب فضيحة بالنسبة للأخير لولا أن حادثة مقتل نجلته وجيهة محب على يد ضابط نمساوي في فيينا سنة 1928 م، أدخلته باب المشاهير بدلاً من دخوله تاريخ صناديق الانتخابات في مصر. - -

صندوق الانتخابات “حكاية صناعته بصفقة تجارية” – تاريخ لكن وسيم

تاريخ لكن وسيم

383 subscribers

 - حبست مصر أنفاسها انتظاراً لأول انتخابات برلمانية ستأتي بزعيم الشعب سعد زغلول عام 1924 م عبر صناديق الانتخابات. لم تكن الانتخابات تحدياً بالنسبة لحزب الوفد أو سعد زغلول فالفوز مضمون، لكن التحدي الحقيقي كان يواجهه أمين بك بهجت -مدير الورش الصناعية الحكومية-، حيث كان مطلوب منه صناعة 3 آلاف صندوق انتخابي خشبي في 10 أيام نصفها عطلات رسمية وبمبلغ 30 ألف جنيه. -يحكي إبراهيم لمعي بك أحد كبار تجار القاهرة في جيل العشرينيات شهادته التي أدلى بها لكل شيء والدنيا حول تاريخ صناديق الانتخابات في مصر. - مضى أمين بك بهجت إلى طريق تاريخ صناديق الانتخابات في مصر عبر بوابة وزارة المالية التي يتولاها محمد محب باشا، وعرض عليه التفاصيل بحضور مستر جرينود -مراقب المشتريات الإنجليزي في وزارة المالية-، غير أن بهجت بك قال: يفتح الله .. ورش الحكومة مش هتقدر تعمل كدة-. اتصل مستر جرينود -مراقب المشتريات الإنجليزي في وزارة المالية-، على إبراهيم لمعي وكبار التجار والصناع المصريين والإنجليز وقال لهم -هذه الانتخابات مهمة وشرف الحكومة مرتبط بتسليم هذا العدد في الموعد المحدد ولو جرى منكم تأخير ستدفعون تعويضا باهظا-. طلب إبراهيم لمعي ضمانات لهذا الاتفاق فأعطى لهم مراقب المشتريات الإنجليزي وعداً بأن وزارة المالية ستلتزم بدفع المبلغ وفي حال حدوث أي تقصير فهو مكلف بدفع الـ 30 ألف جنيه بدلاً عنها. -علم رجل الأعمال الأشهر وقتها أحمد عبود باشا تفاصيل اتفاق مستقر جرينود مع إبراهيم لمعي وشركاه، فاتجه من فوره إلى وزارة المالية والتقى محمد محب باشا وقال له -هؤلاء الناس الذين اقتسموا معي عطاء الصناديق لا يملكون في الواقع ورش نجارة، وورشتي في بولاق هي التي تقوم بالصناعة وبالتالي فإن الإنصاف هو أن آخذ العطاء كله-. اقتنع محب باشا برأي إبراهيم عبود ونادى مستر جرينود -مدير المشتريات في وزارة المالية- وأبلغه بكلام عبود وطلب منه إلغاء الاتفاق، فاستنكر جرينود هذا الطلب كون أنه التزم معهم بكلمة فسأله الوزير -هل كان الوعد كتابةً؟ لم يكن هو شفهياً وبالتالي الغي الوعد وحرر قرارا رسميا بذلك-. رفض مستر جرينود كلام وزير المالية قائلاً -أنا مراقب مشتريات الحكومة وهذا من اختصاصي وليس اختصاصك وبالتالي فكلام عبود باشا لن ينفذ-. قرر محمد محب باشا أن يدخل تاريخ صناديق الانتخابات بالنصب، فعقد صفقة مع أحمد عبود باشا قال له فيها -إن مدير المشتريات رفض إلغاء العطاء وأنت تقوم بصناعة صناديق الانتخابات كلها، في الموعد المحدد امتنع عن تسليمها وعندئذ تضطر الحكومة إلى مفاوضتك ولك أن تشترط ما تشاء-. لم تكد تمضي أيام على تفاصيل الصفقة التي عقدها وزير المالية مع رجل الأعمال أحمد عبود باشا، حتى علم بها إبراهيم لمعي واتجه إلى مستر جرينود ليخبره بها فتواصل الأخير مع اللورد أللنبي -المعتمد البريطاني- والذي قرر أن يقوم رجال البوليس بأخذ صناديق الانتخابات بالقوة من أحمد عبود في حال تنفيذه لكلام محمد محب باشا. وتواصل اللورد اللنبي مع إبراهيم يحيى باشا رئيس الوزراء والذي قرر نقل محمد محب باشا من منصبه كوزير للمالية ليشغل منصب وزير التعليم. كانت صفقة أحمد عبود باشا مع محمد محب فضيحة بالنسبة للأخير لولا أن حادثة مقتل نجلته وجيهة محب على يد ضابط نمساوي في فيينا سنة 1928 م، أدخلته باب المشاهير بدلاً من دخوله تاريخ صناديق الانتخابات في مصر. - -

Next Prev
0:00 / 0:00

Playback Speed

x1


0.5x

1.5x

1x